ماذا قال بوتفليقة في رسالة الوداع الأخيرة للجزائريين..؟
يمنات – وكالات
طلب الرئيس الجزائري المستقيل عبد العزيز بوتفليقة، المسامحة و المعذرة و الصفح عن كل تقصير.
و خاطبهم بوتفليقة الجزائريين في رسالة وداع جديدة تعد الثانية من نوعها في ظرف ساعات قليلة، بالقول: “غير حزين أو خائف على مستقبل الجزائر”.
و أضاف في رسالته التي نقلتها وكالة الأنباء الرسمية: “وأنا أغادر سدة المسؤولية وجب علي ألا أنهي مساري الرئاسي من دون أن أوافيكم بكتابي الأخير هذا، و غايتي منه ألا أبرح المشهد السياسي الوطني على تناء بيننا يحرمني من التماس الصفح ممن قَصرت في حقهم من أبناء وطني و بناته، من حيث لا أدري، رغم بالغ حرصي على أن أكون خادما لكل الجزائريين و الجزائريات بلا تمييز أو استثناء”.
و كان الرئيس بوتفليقة قد ظهر مساء أمس الثلاثاء 3 إبريل/نيسان 2019، خلال تسليمه رسالة الاستقالة بحسب المشاهد التي بثها التلفزيون الحكومي، متعبا و منهكا شاحب الوجه يتوسط مجلس الأمة الجزائري (الرجل الثاني في الدولة) عبد القادر بن صالح و رئيس المجلس الدستوري (المحكمة الدستورية) أعلى هيئة للقضاء في البلاد الطيب بلعيز، ظهر و هو يرتدي عباءة باللون الرمادي الفاتح و نظارة طبية، و هو جالس على كرسيه المتحرك، يحمل بين يديه ورقة الاستقالة التي طال انتظارها ليسلمها بصعوبة تامة لرئيس المجلس الدستوري الطيب بلعيز.
و تابع في رسالته: “عما قريب، سيكون للجزائر رئيس جديد أرجو أن يعينه الله على مواصلة تحقيق آمال وطموحات بناتها و أبنائها الأباة اعتمادا على صدق إخلاصهم و أكيد عزمهم على المشاركة الجادة الحسية الملموسة”.
و جاء في الرسال أيضا: “رغم الظروف المحتقنة، منذ 22 فبراير/شباط الماضي، أحمد الله على أني ما زلت كلي أمل أن المسيرة الوطنية لن تتوقف، و سيأتي من سيواصل قيادتها نحو آفاق التقدم و الازدهار مولِيّا، و هذا رجائي، رعاية خاصة لتمكين فئتي الشباب و النساء من الوصول إلى الوظائف السياسية و البرلـمانية و الإدارية، ذلك أن ثقتي كبيرة في قدرتهما على المساهمة في مغالبة ما يواجه الوطن من تحديات و في بناء مستقبله”.
و تطرق في خضم رسالته للحديث عن مساره السياسي منذ وصوله إلى سدة الحكم في أبريل/نيسان 1999 بالقول: “لقد تطوعت لرئاسة بلادنا استكمالا لتلك المهام التي أعانني الله على الاضطلاع بها منذ أن انخرطت جنديا في جيش التحرير الوطني المجيد، إلى المرحلة الأولى ما بعد الاستقلال، وفاء لعهد شهدائنا الأبرار، و سلخت مما كتب لي الله أن أعيشه إلى حد الآن عشرين سنة في خدمتكم، و الله يعلم أنني كنت صادقا و مخلصا.
و تابع: “مرت أياما و سنوات كانت تارة عجاف، و تارة سنوات رغد، سنوات مضت و خلفت ما خلفت مما أرضاكم، و مما لـم يرضكم من أعمالي غير الـمعصومة من الخطأ و الزلل”.
و أشار إلى أنه لما كان دوام الحال من المحال، و هذه هي سنة الحياة، و لن تجد لسنة الله تبديلا و لا لقضائه مردا و تحويلا. مشددا أنه يغادر الساحة السياسية و هو حزين و لا خائف على مستقبل بلاده.
و توجه الرئيس المتنحي من منصبه، بطلب إلى الجزائريين يقضي بالاحتفاظ له بصورة مشرفة. و قال: “لن يعني لزوم بيتي، بعد اليوم، قطع وشائج المحبة و الوصال بيننا، و لن يعني رمي ذكرياتي معكم في مهب النسيان و قد كنتم، و ستبقون، تسكنون أبدا في سويداء قلبي”.
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا
لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.